فهرس الكتاب
الصفحة 602 من 683

ثانيًا: ومن آثار الإيمان باسمه سبحانه (الديان) تسلية المظلومين والمقهورين في هذه الدنيا وذلك بأن يوقنوا بأن هناك يومًا لا ريب فيه سيقتص فيه (الديان) سبحانه من الظالمين، ويشفي صدور المظلومين ممن ظلمهم كما قال تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42) } [إبراهيم: 42] .

وقد يعجل الله - عز وجل - عقوبته للظالمين ويجازيهم على ظلمهم وطغيانهم في الحياة الدنيا كما حصل ذلك لكثير من الظالمين والطغاة والجبابرة. وإذا كان الله - عز وجل - (الديان) سيقتص للحيوانات العجماوات بعضها من بعض فكيف بالإنسان المسلم المكرم؟

قال صلى الله عليه وسلم: (لتؤدن الحقوق إلى أهلها حتى يقتص للشاة الجماء من القرناء) (1) .

ثالثًا: توخي العدل مع الناس لمن ابتلاه الله - عز وجل - بالحكم بينهم أو مجازاتهم في الدنيا، وإشاعة العدل والحكم بما أنزل الله - عز وجل - بين الناس، لأن حكم الله تعالى هو الحكم العدل الذي لا يتطرق إليه ظلم ولا جهل ولا هوى. ولقد ضرب سلفنا الصالح- رحمهم الله تعالى- أروع الأمثلة في ذلك ويكفينا في ذلك ما قام به الخلفاء الراشدون من العدل في حكمهم وخوفهم من الله - عز وجل - في ذلك، ومن ذلك ما قام به عمر بن عبدالعزيز - رحمه الله تعالى - من العدل والخوف من الله عز وجل عندما تولى الخلافة.

(1) مسلم (2582) ، وأحمد 2/ 235.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام