ثالثًا: إفراد الله - عز وجل - بالتشريع والتلقي: فإن الإيمان بوحدانية الله - عز وجل - وأحديته توجب توحيده في الحكم والتحاكم والتلقي.
قال - عز وجل: {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا} [الأنعام: 114] ، وقال الله تعالى: {اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (106) } [الأنعام: 106] .
فمصدر التشريع والتلقي هو الله وحده. وكل تكليف يوجه إلى الإنسان يجب أن يكون في إطار ما شرعه الله - عز وجل - في كتابه الكريم أو على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم القائل: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) (1) 1) فلا يملك أحد من العباد أن يزيد أو ينقص أو يبدل في شرع الله - عز وجل - ما لم يأذن به الله تعالى.
قال الله تعالى: {الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (2) } [الرحمن: 1، 2] .
وقال - عز وجل: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5) } [طه: 5] .
وقال سبحانه: {د 'خ oT خ) أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ}
[مريم: 45] .
والآيات في ذكر اسم (الرحمن) كثيرة جاءت في (57) موضعًا من القرآن.
أما اسمه (الرحيم) فقد جاء في (123) موضعًا من القرآن الكريم أكثرها كان مقترنًا باسمه سبحانه (الغفور) ومن ذلك قوله تعالى: {وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20) } [المزمل: 20] .
وقوله تعالى: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43) } [الأحزاب: 34] .
وقوله تبارك وتعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) } [الفاتحة: 2] .
وقوله - عز وجل: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (191) } [الشعراء: 191] .
المعاني الكريمة لهذين الاسمين الجليلين:
(1) مسلم (1718) .