فهرس الكتاب
الصفحة 578 من 683

وأولى الناس بالحلم والرفق واللين: الأهل وذوو الأرحام، قال صلى الله عليه وسلم: (إذا أراد الله بأهل بيت خيرًا أدخل عليهم الرفق) (1) .

والرفق لا يعني التفريط والكسل وتفويت فرص الخير، بل الرفق الممدوح وسط بين العجلة والطيش، وبين الكسل وتفويت الفرص وفي ذلك يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:"والفرق بين المبادرة والعجلة: أن المبادرة انتهاز الفرص في وقتها ولا يتركها حتى إذا فاتت طلبها، فهو لا يطلب الأمور في إدبارها ولا قبل وقتها، بل إذا حضر وقتها بادر إليها، ووثب عليها وثوب الأسد على فريسته، فهو بمنزلة من يبادر إلى أخذ الثمرة وقت كمال نضجها وإدراكها."

والعجلة طلب أخذ الشيء قبل وقته؛ فهو لشدة حرصه عليه بمنزلة من يأخد الثمرة قبل أوان إدراكها، فالمبادرة وسط بين خُلقين مذمومين أحدهما: التفريط والإضاعة، والثاني: الاستعجال قبل الوقت. ولهذا كانت العجلة من الشيطان؛ فإنها خفة وطيش وحدة في العبد تمنعه من التثبت والوقار والحلم، وتوجب له وضع الأشياء في غير مواضعها، وتجلب عليه أنواعًا من الشرور وتمنعه من الخير، وهي قرين الندامة؛ فقلَّ من استعجل إلا ندم، كما أن الكسل قرين الفوت والإضاعة" (2) ."

لم يرد اسمه سبحانه (المنان) في القرآن الكريم إلا بصيغة الفعل كما في قوله تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ} الآية [آل عمران: 164] .

(1) رواه أحمد 6/ 71، وصححه الألباني في صحيح الجامع (303) .

(2) الروح ص/546، 547.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام