فهرس الكتاب
الصفحة 579 من 683

ولكن جاء في السُّنَّة التصريح بهذا الاسم الكريم كما جاء في السنن عن أنس - رضي الله عنه - أنه كان جالسًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجل يصلي ثم دعا: اللَّهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض ياذا الجلال والإكرام ياحي ياقيوم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لقد دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى) (1) .

المعنى اللغوى:

قال في اللسان:"قال الجوهري: و (المنُّ) : القطع ... ورَجُلٌ مَنُوْنَةٌ ومنون كثير الامتنان ... ويحتمل المنُّ تأويلين: أحدهما: إحسان المحسن غير معتدٍّ بالإحسان. يقال: لحقت فلانًا من فلان منَّة إذا لحقته نعمة باستنقاذ من قتل أو ما أشبهه. والثاني: منَّ فلان على فلان إذا عظَّم الإحسان وفخر به وأبدأ وأعاد حتى يفسده ويبغِّضه، فالأول حسن، والثاني قبيح ... وقال ابن الأثير في (المنان) : هو المنعم المعطي من المن في كلامهم بمعنى الإحسان إلى من لا يستثيبه ولا يطلب الجزاء."

و (المنان) من أبنية المبالغة كالسفاك والوهاب.

وفي الحديث ما أحد أمن علينا من ابن أبي قحافة، أي: ما أحد أجود بماله وذات يده. و (المُنَّة) بالضم: القوة" (2) ."

معنى الاسم في حق الله تعالى:

قال الزجاجي رحمه الله تعالى:" (المنان) فعال من قولك: مننت على فلان إذا اصطنعت عنده صنيعة وأحسنت إليه، فالله - عز وجل - منان على عباده بإحسانه وإنعامه ورزقه إياهم، وفلان يمنُّ على فلان: إذا كان يعطيه ويحسن إليه" (3) .

وقال الخطابي رحمه الله:"وأما (المنان) فهو كثير العطاء" (4) .

(1) الترمذي (3475) ، وأبو داود (1493) ، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2763) .

(2) لسان العرب 6/ 4278، 4279، (باختصار) .

(3) اشتقاق أسماء الله ص 64.

(4) شأن الدعاء ص 100.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام