فهرس الكتاب
الصفحة 640 من 683

وعن جمال الصورة واللباس يقول ابن القيم رحمه الله تعالى:"الجمال في الصورة واللباس والهيأة ثلاثة أنواع، منه ما يحمد، ومنه ما يذم، ومنه ما لا يتعلق به مدح ولا ذم. فالمحمود منه ما كان لله وأعان على طاعة الله وتنفيذ أوامره والاستجابة له كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتجمل للوفود وهو نظير لباس آلة الحرب للقتال ولباس الحرير في الحرب والخيلاء فيه، فإن ذلك محمود إذا تضمن إعلاء كلمة الله ونصر دينه وغيظ عدوه، والمذموم منه ما كان للدنيا والرياسة والفخر والخيلاء والتوسل إلى الشهوات وأن يكون هو غاية العبد وأقصى مطلبه، فإن كثيرًا من النفوس ليس لها همة في سوى ذلك، وأما ما لا يحمد ولا يذم هو ما خلا عن هذين القصدين وتجرد عن الوصفين" (1) .

الفصل الرابع

إجمال بعد التفصيل

في هذا الفصل محاولة لإجمال ما تم تفصيله مما هو متفرق في المباحث السابقة من الآثار الإيمانية والسلوكية لأسماء الله الحسنى؛ وذلك بذكر كل ثمرة من هذه الثمار في عنوان مستقل، ثم أذكر بعض الأسماء الحسنى التي تثمرها، مستشهدًا لذلك ببعض النماذج المضيئة من أحوال سلف الأمة الذين تعبدوا لله - عز وجل - بهذه الأسماء، وكيف ظهر ذلك في إيمانهم وأخلاقهم.

وقد يتكرر الاسم الواحد من أسماء الله الحسنى في أكثر من ثمرة لمناسبته فيها.

أما اسمه سبحانه (الله) فهو مقتضي لكل آثار أسمائه الحسنى؛ لأن لفظ الجلالة أصل جميع الأسماء الحسنى.

أولاً: الأسماء التي تثمر محبة الله - عز وجل - والأنس به:

(1) الفوائد 181.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام