فهرس الكتاب
الصفحة 341 من 683

جاء ذكر اسمه سبحانه (القاهر) مرتين في القرآن الكريم وذلك في قوله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18) } [الأنعام: 180] ، قوله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً}

[الأنعام: 61] .

أما اسمه سبحانه (القهار) فورد ذكره في القرآن الكريم ست مرات كلها مقترن فيها باسمه سبحانه (الواحد) ومن ذلك:

قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (16) } [الرعد: 16] ، وقوله تعالى: {أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) } [يوسف: 39] ، وقوله تعالى: {وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48) } [إبراهيم: 48] ، وغيرها من الآيات في سورة الزمر، ص، غافر.

المعنى اللغوي لاسم (القاهر) ، (القهار) :

قال في اللسان:"القهر الغلبة والأخذ من فوق، وأقهر الرجل: صار أصحابه مقهورين، وتقول: أخذتهم قهرًا، أي: من غير رضاهم" (1) .

وقال الزجاج:"القهر في وضع العربية: الرياضة والتذليل، يقال: قهر فلان الناقة إذا راضها وذللها" (2) .

و (القهار) فعال، مبالغة من (القاهر) فيقتضي تكثير القهر.

معناه في حق الله تعالى:

قال ابن جرير رحمه الله تعالى: (القاهر) المذلل المستعبد خلقه العالي عليهم (3) .

وقال ابن كثير رحمه الله:"وهو القاهر فوق عباده"أي: هو الذي خضعت له الرقاب وذلت له الجبابرة، وعنت له الوجوه وقهر كل شيء، ودانت له الخلائق وتواضعت لعظمته وجلاله وكبريائه وعلوه وقدرته على الأشياء، واستكانت وتضاءلت بين يديه وتحت قهره وحكمه" (4) ."

ويقول ابن القيم - رحمه الله تعالى - في نونيته:

وكذلك القهار من أوصافه فالخلق مقهورون بالسلطان

(1) لسان العرب 5/ 3764.

(2) تفسير الأسماء ص 38.

(3) تفسير الطبري 7/ 103.

(4) تفسير ابن كثير 2/ 126.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام