وعن وجه اقتران اسمه سبحانه (العزيز) باسمه سبحانه (الغفور والغفار) يمكن القول بأن الله - عز وجل - العزيز الغالب لكل شيء القاهر فوق عباده قادر على أن يأخذ عباده بذنوبهم ويعذب بما يشاء من أنواع العذاب. ولكنه سبحانه مع عزته وقهره إلا أنه غفور رحيم، وعفوه ومغفرته تكون منه سبحانه عن عزة وقدرة لا عن ضعف وعجز؛ فهو كامل في عزته، وكامل في مغفرته، وكامل في الجمع بين عزته ومغفرته والله أعلم.
ثالثًا: اقتران اسمه سبحانه (العزيز) باسمه سبحانه (الوهاب) :
ورد هذا الاقتران في آية واحدة في القرآن الكريم، وذلك في قوله تعالى: {أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ (9) } [ص: 9] .
(والوهاب) : كثير الهبات أي العطايا من غير استحقاق عليه، بل هو تفضل منه على خلقه كل بحسبه.
وعن المعنى الزائد المستفاد من الجمع بين اسمه سبحانه (العزيز) ، (الوهاب) يمكن القول بأن لله - عز وجل - صفة كمال من كلا الاسمين منفردين، وصفة كمال ثالثة من اجتماعهما. فكونه سبحانه (العزيز الوهاب) تقتضي تصرفه التام في صنوف العطاء المادي منها والمعنوي لا ينازعه فيها منازع ولا يغالبه فيها مغالب؛ لأنه العزيز الذي لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع ولا ينوب عنه نائب، ولا يصل عطاء من معطٍ إلى مُعْطَى إلا بإذنه سبحانه، فعزته متضمنة الإنعام على خلقه والتفضل عليهم، وتفضله وإنعامه سبحانه صادران عن عزة وقدرة وغنى وتفضل لا لجلب نفع أو دفع ضر.
رابعًا: اقتران اسمه سبحانه (العزيز) باسمه سبحانه (المقتدر) :
ورد هذا الاقتران في آية واحدة في القرآن الكريم وهي في قوله سبحانه: {كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ (42) }
[القمر: 42] .
والعزيز: الظاهر الذي لا يُغلب أبدًا، والمقتدر الذي لا يعجزه شيء واقتران هذين الاسمين الكريمين فيه معنى زائد وكمال آخر يفيد قوة الأخذ والعقاب. والله أعلم.