فهرس الكتاب
الصفحة 618 من 683

سادسًا: لما كان من معاني اسمه سبحانه (الصمد) : السيد الذي كمل في سؤدده، فإن ما ذكر من الآثار في اسمه سبحانه (الصمد) يصلح أن يذكر منه ما يناسب المقام هنا.

لم يرد ذكر هذا الاسم الكريم في القرآن الكريم، وإنما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث روى أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن لله تسعة وتسعين اسمًا مائة إلا واحد؛ لا يحفظها أحد إلا دخل الجنة، وهو وتر يحب الوتر) (1) .

وعن علي - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوتر ثم قال: (أوتروا يا أهل القرآن فإن الله وتر يحب الوتر) (2) .

المعنى اللغوي:

"الوِتر والوَتر: الفرد أو ما لم يتشفع من العدد ... وأوتره: أفذه."

وقال اللحياني: أهل الحجاز يسمون الفرد: الوَتر، وأهل نجد يكسرون الواو ... وأوتر الرجل: صلى الوتر. وهي ركعة تكون بعد صلاته مثنى مثنى من الليل" (3) ."

المعنى في حق الله تعالى:

قال ابن قتيبة رحمه الله تعالى:"الله - عز وجل - وتر وهو واحد" (4) .

وقال الخطابي رحمه الله تعالى:" (الوتر) هو الفرد الذي لا شريك له ولا نظير" (5) .

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:" (الوتر) الفرد ومعناه في حق الله أنه الواحد الذي لا نظير له في ذاته ولا انقسام" (6) .

من آثار الإيمان باسمه سبحانه (الوتر) :

أولاً: يرجع لمعرفة هذه الآثار إلى آثار الإيمان باسميه سبحانه (الواحد، الأحد) في أول الكتاب لأن من معاني الوتر: (الواحد) كما سبق.

(1) البخاري (6410) ، مسلم (2677) .

(2) أبو داود (1416) وأهل السنن وصححه الألباني في صحيح أبي داود (1256) .

(3) انظر اللسان 6/ 4757، الصحاح 2/ 842.

(4) غريب الحديث 1/ 172.

(5) شأن الدعاء ص 104، وانظر البيهقي في الاعتقاد ص 68.

(6) فتح الباري 11/ 227، وهذا جزء من التعريف فكما أنه سبحانه واحد في ذاته، فهو أيضًا واحد في أسمائه وصفاته وأفعاله.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام