قال الله - عز وجل: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ (10) } [النور: 10] .
وقد سبق الكلام عن وجه هذا الاقتران في الكلام عن اسمه (الحكيم) فليرجع إليه.
ورد اسمه سبحانه (الكريم) في القرآن ثلاث مرات وذلك في قوله سبحانه: {وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40) } [النحل: 40] ، وقوله - عز وجل: {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) } [الانفطار: 6] ، وقوله سبحانه: {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116) } [المؤمنون: 116] .
واسمه سبحانه (الكريم) في هذه الآية جاء في قراءة حفص بالكسر على أنه صفة للعرش، أما في قراءة ابن تغلب وابن محيص وابن كثير فجاء بالرفع على أنه صفة للرب سبحانه (1) .
وفي الحديث: (إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردها صفرا) (2) .
أما اسمه سبحانه (الأكرم) فلم يرد في القرآن الكريم إلا مرة واحدة وذلك في قوله - عز وجل: {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) } [العلق: 3] .
المعنى اللغوي:
قال في اللسان:"قال ابن سيده: الكرم نقيض اللؤم، يكون في الرجل بنفسه وإن لم يكن له آباء، ويستعمل في الخيل والإبل والشجر وغيرها من الجواهر إذا عنوا العتق وأصله في الناس" (3) .
وقال الزجاجي رحمه الله:"الكرم سرعة إجابة النفس، كريم الخلق وكريم الأصل" (4) .
(1) انظر تفسير القرطبي 12/ 157.
(2) أحمد 5/ 538، والترمذي 5/ 3556، وقال: حسن غريب.
(3) لسان العرب 5/ 3861.
(4) تفسير أسماء الله ص 50، 51.