فأجاب رحمه الله تعالى:"الحمد لله، الأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم - معصومون من الإقرار على الذنوب، كبارها وصغارها، وهم بما أخبر الله به عنهم من التوبة يرفع درجاتهم، ويعظم حسناتهم، فإن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين، وليست التوبة نقصًا، بل هي من أفضل الكمالات، وهي واجبة على جميع الخلق كما قال تعالى: {وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [الأحزاب: 72، 73] ، فغاية كل مؤمن هي التوبة، ثم التوبة تتنوع كما يقال: حسنات الأبرار سيئات المقربين" (1) .
الأسماء المقترنة باسمه سبحانه (التواب) :
أولاً: اقتران اسمه سبحانه (التواب) باسمه سبحانه (الرحيم) :
جاء هذا الاقتران في تسع آيات من القرآن الكريم سبق ذكرها آنفًا ومنها قوله سبحانه: {وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12) } [الحجرات: 12] .
ومناسبة هذا الاقتران - والله أعلم - هو أن توبة الله - عز وجل - على من يشاء من عباده بتوفيقهم إليها ثم قبولها منهم هو من آثار رحمة الله تعالى وبره وإحسانه، وكذلك كونه سبحانه لا يعاقب من تاب إليه ولا يرد من تاب إليه بصدق إن هو إلا برحمته سبحانه وفضله.
قال الطبري - رحمه الله تعالى:"قال قتادة: {إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12) } [التوبة: 104] : إن الله هو الوهاب لعباده الإنابة إلى طاعته، الموفق من أحب توفيقه منهم لما يرضيه عنه، (الرحيم) بهم أن يعاقبهم بعد التوبة أو يخذل من أراد منهم التوبة والإنابة ولا يتوب عليه" (2) .
ثانيًا: اقتران اسمه سبحانه (التواب) باسمه سبحانه (الحكيم) :
(1) مجموع الفتاوى 15/ 51.
(2) تفسير الطبري 11/ 41.