فهرس الكتاب
الصفحة 629 من 683

خامسًا: حمده سبحانه والثناء عليه واللهج بذكره وشكره على ما أنعم به سبحانه علينا، حيث أنزل علينا أفضل كتبه وأرسل إلينا أفضل رسله، وشرع لنا أفضل شرائعه، التي كلها طيبة في عقيدتها وأحكامها وأخلاقها، والتي تْكَفل لكل من تعلمها وعمل بها الحياة الطيبة الهنيئة المطمئنة في الدنيا والآخرة كما في قوله عز وجل: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97) } [النحل: 97] .

وهذا كله من آثار اسمه سبحانه (الطيب) ، ومع ذلك نرى اليوم أكثر مجتمعات المسلمين قد أعرضت عن هذه الشريعة الكريمة الطيبة واستبدلت بها الأنظمة البشرية الجاهلية التي تنضح بالخبث والشقاء والظلم والهوى: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50) } [المائدة: 50] .

وإن من الشكر على الهداية لهذه الشريعة الطيبة الكاملة الغراء السعي لنشرها بين الناس والدعوة إليها وبيان محاسنها وإقامتها في مجتمعات المسلمين، والتحذير من الأحكام الجاهلية الكافرة الجائرة، وبيان عوارها وخبثها للناس والدعوة إلى نبذها وبيان أن قبول حكم الله - عز وجل - ورفض ما يخالفه ويضاده من أصول الإيمان، قال الله - عز وجل: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65) } [النساء: 65] .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام