فهرس الكتاب
الصفحة 630 من 683

لم يرد ذكر اسمه سبحانه (المعطي) في القرآن الكريم، وإنما ورد في السُّنَّة النبوية، حيث روى البخاري - رحمه الله تعالى - في صحيحه عن معاوية - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين، والله المعطي وأنا القاسم، ولا تزال هذه الأمة ظاهرة على من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون) (1) .

وقد ورد في القرآن بصيغة المصدر للفعل (أعطى) وذلك في قوله تعالى: {كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا (20) } [الإسراء: 20] ، كما ورد بصيغة الفعل وذلك في قوله سبحانه: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) } [الضحى: 5] ، وقوله عز وجل: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) } [الكوثر: 1] .

المعنى اللغوي:

"العطو: التناول، يقال منه: عطوت أعطو .. وعطوت الشيء: تناولته باليد، والعطاء: نول للرجل السمح، والعطاء والعطية: اسم لما يعطى، والجمع عطايا وأعطية، وأعطيات جمع الجمع ... ورجل معطاء: كثير العطاء، والمعاطاة: المناولة وتعاطى الشيء: تناوله ... وفلان يتعاطى كذا أي: يخوض فيه ... واستعطى وتعطى: سأل العطاء" (2) .

المعنى في حق الله تعالى:

الله سبحانه هو المعطي على الحقيقة، لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع، وعطاؤه سبحانه واسع ليس له حدود ولا قيود، يعطي عباده في الدنيا كافرهم ومؤمنهم أما في الآخرة فإن عطاءه وفضله لا يكون إلا للمؤمنين به فحسب قال الله تعالى: {كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا (20) انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآَخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا (21) } [الإسراء: 20، 21] .

(1) البخاري (3116) .

(2) انظر لسان العرب 4/ 3001.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام