فالحقُّ - عز وجل - علم من الخلق اشتغالهم بالبر عنه، فلذعهم في خلال النعم بعوارض تدفعهم إلى بابه، يستغيثون به، فهذا من النعم في طي البلاء" (1) ."
اقتران اسمه سبحانه (المجيب) باسمه سبحانه (القريب) :
سبق ذكر وجه هذا الاقتران في باب اسمه سبحانه (القريب) فليرجع إليه.
ورد اسمه سبحانه (المحيط) ثماني مرات في كتابه الكريم ومن ذلك:
قوله تعالى: {وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ} [البقرة: 19] .
وقوله سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120) } [آل عمران: 120] .
وقوله - عز وجل: {أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ (54) } [فصلت: 41] .
وقوله سبحانه: {وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ (20) } [البروج: 20] .
وقوله - عز وجل: {وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطًا (126) }
[النساء: 126] .
المعنى اللغوي:
قال في اللسان:"حَاطَهُ يَحُوطه حَوْطًا وحيطةً وحياطةً: حَفِظه وعهده وتعهده واحتاط الرجل: أخذ في أموره بالأجْزم."
ومع فلان حِيطةٌ لك - ولا تقل عليك - أي: تحنُّنٌ وتعطف.
والحائِط: الجدار لأنه يَحُوطُ ما فيه، والحُوَاطة: حظيرة تتُخذ للطعام.
وكلُّ من أحرز شيئًا كلَّه وبلغ علمه أقصاه، فقد أحاط به، يقال: هذا الأمر ما أحطتُ به علمًا.
وقوله تعالى: {أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ} [النمل: 22] أي: عَلِمتُه من جميع جهاته. وأُحيط بفلان: إذا دنا هلاكه فهو مُحاطٌ به، قال عز وجل: {وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ} [الكهف: 42] أي: أصابه ما أهلكه وأفسده" (2) ."
(1) صيد الخاطر ص 69، 70.
(2) لسان العرب 2/ 1052.