وقال الزجاجي:"المحيط في اللغة اسم الفاعل، من قولهم: أحاط فلان بالشيء فهو محيط به إذا استولى عليه، وضم جميع أقطاره ونواحيه، حتى لا يمكن التخلص منه ولا فوته. فالله - عز وجل - محيط بالأشياء: كلها لأنها تحت قدرته لا يمكن شيء منها الخروج عن إرادته فيه ولا يمتنع عليه منها شيء" (1) .
المعنى في حق الله عز وجل:
قال الطبري - رحمه الله تعالى - في قوله: {أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ} :"يقول تعالى ذكره: ألا إن الله بكلِّ شيءٍ مما خلق محيطٌ علمًا بجميعه وقدرته عليه، لا يَعزب عنه علم شيء منه أراده فيفوته، ولكنه المُقتدر عليه العالم بمكانه" (2) .
وقال الزجاجي رحمه الله تعالى:"فالله - عز وجل - محيطٌ بالأشياء كلِّها، لأنها تحت قدرته، لا يمكن شيء منها الخروج عن إرداته فيه، ولا يمتنع عليه منها شيء، وقد قال الله عز وجل: {أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (12) } [الطلاق: 12] ، أي: علم كل شيءٍ على حقيقته، بجميع صفاته فلم يخرج شيء منها عن علمه."
وقد قال الله تعالى:: {وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ} قال المفسرون: تأويله: مُهلك الكافرين، حقيقته أنهم لا يُعْجزونه ولا يفوتونه فهو مُحيطٌ بهم" (3) ."
وقال الخطابي رحمه الله تعالى:" (المحيطُ) هو الذي أحاطت قدرته بجميع خلقه، وهو الذي أحاطَ بكل شيٍء علمًا، وأحصى كلَّ شيءٍ عددًا" (4) .
ويقول ابن القيم رحمه الله تعالى:"قد دلَّ العقل والفطرة، وجميع كتب الله السماوية على أن الله تعالى عالٍ على خلقه؛ فوق جميع المخلوقات، وهو مستوٍ على عرشه، وعرشه فوق السماوات كلِّها، فهو سبحانه (مُحيطٌ) بالعالم كلِّه" (5) .
وقال السعدي رحمه الله تعالى:" (المحيط) بكل شيء علمًا وقدرة ورحمة وقهرًا" (6) .
(1) اشتقاق أسماء الله ص 46.
(2) تفسير الطبري 25/ 5.
(3) اشتقاق أسماء الله ص 46 - 47.
(4) شأن الدعاء.
(5) مختصر الصواعق المرسلة 2/ 395.
(6) تفسير السعدي 5/ 302.