فهرس الكتاب
الصفحة 518 من 683

وفي ذلك يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:"فكونه سبحانه شاهدًا لرسوله: معلوم بسائر أنواع الأدلة عقليها ونقليها وفطريها وضروريها ونظريها. ومن نظر في ذلك وتأمله، علم أن الله سبحانه شهد لرسوله أصدق الشهادة، وأعدلها وأظهرها، وصدقه بسائر أنواع التصديق بقوله الذي أقام البراهين على صدقه فيه، وبفعله وإقراره، وبما فطر عليه عباده من الإقرار بكماله، وتنزيهه عن القبائح، وعما لا يليق به؛ وفي كل وقت يُحدث من الآيات الدالة على صدق رسوله ما يقيم به الحجة، ويزيل به العذر، ويحكم له ولأتباعه بما وعدهم به من العز والنجاة، والظفر والتأييد، ويحكم على أعدائه ومكذبيه بما توعدهم به من الخزي والنكال والعقوبات المعجلة، الدالة على تحقيق العقوبات المؤجلة: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} [الفتح: 82] فيظهره ظهورين: ظهورًا بالحجة، والبيان، والدلالة، وظهورًا بالنصر، والظفر، والغلبة، والتأييد، حتى يظهره على مخالفيه، ويكون منصورًا."

وقوله: {لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ} [النساء: 166] فما فيه من الخبر عن علم الله الذي لا يعلمه غيره من أعظم الشهادة بأنه هو الذي أنزله" (1) ."

رابعًا: ما ذكر من الآثار الإيمانية في اسميه سبحانه (السميع) ، (البصير) يناسب أن يذكر هنا والله أعلم.

ورد اسمه سبحانه (الرقيب) في القرآن الكريم ثلاث مرات وذلك في قوله - عز وجل: {فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) } [المائدة: 117] .

وقوله سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) } [النساء: 1] .

(1) مدارج السالكين 3/ 470.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام