فهرس الكتاب
الصفحة 517 من 683

ثالثًا: الإيمان بأن شهادة الله - عز وجل - أعظم شهادة، فالله سبحانه هو الأعظم والأعلى والأجل والأرفع، وشهادته شهادة حضور ومعاينة، وهو لا يخفى عليه شيء من جوانب الحقيقة كما يحدث للبشر، فمن شهد الله له فهو حسبه، ولا يحتاج إلى شهادة غيره، ولذلك أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول للمشركين الذين ينازعونه في التوحيد وفي صدق ما جاء به: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ ِNن 3§Yخ r& لَتَشْهَدُونَ أَن مَعَ اللَّهِ آَلِهَةً أُخْرَى قُلْ لَا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (19) } [الأنعام: 19] .

وقد شهد الله - عز وجل - لنفسه بالتوحيد وشهد له به ملائكته وأنبياؤه ورسلُه، قال الله تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ $ JJ ح! $ s% بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) } [آل عمران: 18، 19] .

قال ابن القيم رحمه الله تعالى:"تضمنت هذه الآية الكريمة إثبات حقيقة التوحيد، والرد على جميع الطوائف ... فتضمنت هذه الآية أجل شهادة وأعظمها، وأعدلها وأصدقها، من أجل شاهد، بأجل مشهود" (1) .

وقد شهد الله - عز وجل - بصدق رسوله صلى الله عليه وسلم وأن ما أنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم إنما هو كلامه سبحانه.

(1) مدارج السالكين 3/ 450"باختصار".

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام