وقال السعدي رحمه الله تعالى:" (الشهيد) أي: المطلع على جميع الأشياء، سمع جميع الأصوات خفيها وجليها، وأبصر جميع الموجودات دقيقها وجليها، صغيرها وكبيرها، وأحاط علمه بكل شيء الذي شهد لعباده وعلى عباده بما عملوه" (1) .
من آثار الإيمان باسمه سبحانه (الشهيد) :
أولاً: إن الإيمان بأنه سبحانه شهيد من الشهود بمعنى الحضور المستلزم لاطلاعه سبحانه على كل شيء، يسمع جميع الأصوات خفيها وجليها، ويبصر جميع المخلوقات دقيقها وجليها، ويحيط علمه بكل شيء. إن اليقين بهذه المعاني يثمر في القلب اليقظة والحذر والخوف من الله - عز وجل - بحيث لا يصدر من العبد إلا ما يحبه الله - عز وجل - ويرضاه من الأقوال والأعمال لأنه سبحانه لا تخفى عليه خافية في ليل أو نهار، في سر أو جهار.
قال الله عز وجل: {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآَنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (61) } [يونس: 61] .
ثانيًا: والإيمان بأنه سبحانه شهيد على الخلق يوم القيامة بما عملوا وما كان بينهم من خصومات في الدنيا يجعل العبد على حذر من ظلم العباد، والتعدي على حقوقهم فإن الله - عز وجل - شاهد على ذلك، قال الله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [الحج: 17] ، وكذلك يجعل العبد يتحرى الإخلاص والتقوى في أقواله وأعماله، لأن الله - عز وجل - مشاهد على ما في القلوب من النوايا والمقاصد، ولا يقبل سبحانه إلا ما كان من العلم خالصًا صوابًا.
(1) تفسير السعدي 5/ 303.