الفصل الثاني
بيان منهج أهل السنة والجماعة في توحيد الأسماء والصفات
إن منهج أهل السنة والجماعة في دراسة أسماء الله - عز وجل- الحسنى وصفاته العلا هو المنهج العدل والخيار. وهو وسط بين المعطلة الجهمية ومن شايعهم في نفي الصفات وتعطيلها، وبين المشبهة الذين أفرطوا في الإثبات حتى شبهوا صفات الخالق - عز وجل - بصفات المخلوق العاجز، القاصر المحدود.
وقد بني هذا المنهج على أسس ثابتة من أخذ بها نجا - بإذن الله تعالى - من ضلالات هذا الطرف أو ذاك. وقد لخصها الشيخ الشنقيطي - رحمه الله تعالى - في رسالته القيمة (منهج دراسة الأسماء والصفات) وذلك بقوله:"اعلموا أن كثرة الخوض والتعمق في البحث في آيات الصفات، وكثرة الأسئلة في ذلك الموضوع من البدع التي يكرهها السلف."
واعلموا أن مبحث آيات الصفات دل القرآن العظيم أنه يتركز على ثلاثة أسس من جاء بها كلها فقد وافق الصواب وكان على الاعتقاد الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه، والسلف الصالح، ومن أخل بواحد من تلك الأسس الثلاثة فقد ضل.
وكل هذه الأسس الثلاثة يدل عليها قرآن عظيم.
أحد هذه الأسس الثلاثة: هو تنزيه الله - جل وعلا - عن أن يشبه شيء من صفاته شيئًا من صفات المخلوقين. وهذا الأصل يدل عليه قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} ، {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد} ، {فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ.}
الثاني: من هذه الأسس: هو الإيمان بما وصف الله به نفسه، لأنه لايصف الله أعلم بالله من الله {o أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ.}