ورد هذا الاقتران في القرآن الكريم في سبع آيات منها قوله تعالى: {مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (74) } [الحج: 74] ، وقوله تعالى: {وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا (25) } [الأحزاب: 25] ، وهناك معنى زائد يستفاد من الجمع بين هذين الاسمين الكريمين وهو أن العزة التي يتضمنها اسم الله - عز وجل - (العزيز) هي عزة القوة، وعزة الغلبة، وعزة الامتناع، ووصف الله - عز وجل - بالقوة راجع إلى كمال عزته.
ورد اسمه سبحانه (المتين) مرة واحدة في القرآن الكريم وذلك في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) } [الذاريات: 58] .
المعنى اللغوي (المتين) :
قال ابن قتيبه: (المتين) :"الشديد القوي" (1) .
وقال الزجاج:"أصله فعيل من المتن الذي هو العضو. ويقال: ماتنته على ذلك الأمر: إذا قاويته مقاواة".
معناه في حق الله تعالى:
يفيد اسم (المتين) في حق الله تعالى:"المتناهي في القوة والقدرة" (2) .
وقال الخطابي:" (والمتين) الشديد القوي الذي لا تنقطع قوته ولا تلحقه في أفعاله مشقة، ولا يمسه لغوب" (3) .
"والمتانة تدل على شدة القوة لله تعالى فمن حيث إنه بالغ القدرة: (القوي) ، ومن حيث إنه شديد القوة: (متين) " (4) .
وقال الطبري رحمه الله تعالى:" (ذي القوة المتين) : أي ذي القوة الشديد" (5) .
من آثار الإيمان بهذا الاسم الجليل:
ما ذكر من الآثار في اسمه سبحانه (القوي) يصلح أن يذكر هنا لتقارب المعنى في هذين الاسمين الكريمين فليرجع إليها.
وجه اقتران أسمائه الثلاثة: [ (الرزاق) ، (القوي) ، (المتين) ]
وذلك في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) }
(1) غريب الحديث ص 42.
(2) تفسير الأسماء ص 55.
(3) شأن الدعاء ص 77.
(4) المقصد الأسني ص 81.
(5) تفسير الطبري 27/ 12.