فهرس الكتاب
الصفحة 333 من 683

ورد هذا الاقتران في القرآن الكريم في سبع آيات منها قوله تعالى: {مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (74) } [الحج: 74] ، وقوله تعالى: {وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا (25) } [الأحزاب: 25] ، وهناك معنى زائد يستفاد من الجمع بين هذين الاسمين الكريمين وهو أن العزة التي يتضمنها اسم الله - عز وجل - (العزيز) هي عزة القوة، وعزة الغلبة، وعزة الامتناع، ووصف الله - عز وجل - بالقوة راجع إلى كمال عزته.

ورد اسمه سبحانه (المتين) مرة واحدة في القرآن الكريم وذلك في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) } [الذاريات: 58] .

المعنى اللغوي (المتين) :

قال ابن قتيبه: (المتين) :"الشديد القوي" (1) .

وقال الزجاج:"أصله فعيل من المتن الذي هو العضو. ويقال: ماتنته على ذلك الأمر: إذا قاويته مقاواة".

معناه في حق الله تعالى:

يفيد اسم (المتين) في حق الله تعالى:"المتناهي في القوة والقدرة" (2) .

وقال الخطابي:" (والمتين) الشديد القوي الذي لا تنقطع قوته ولا تلحقه في أفعاله مشقة، ولا يمسه لغوب" (3) .

"والمتانة تدل على شدة القوة لله تعالى فمن حيث إنه بالغ القدرة: (القوي) ، ومن حيث إنه شديد القوة: (متين) " (4) .

وقال الطبري رحمه الله تعالى:" (ذي القوة المتين) : أي ذي القوة الشديد" (5) .

من آثار الإيمان بهذا الاسم الجليل:

ما ذكر من الآثار في اسمه سبحانه (القوي) يصلح أن يذكر هنا لتقارب المعنى في هذين الاسمين الكريمين فليرجع إليها.

وجه اقتران أسمائه الثلاثة: [ (الرزاق) ، (القوي) ، (المتين) ]

وذلك في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) }

(1) غريب الحديث ص 42.

(2) تفسير الأسماء ص 55.

(3) شأن الدعاء ص 77.

(4) المقصد الأسني ص 81.

(5) تفسير الطبري 27/ 12.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام