خامسًا: محبة الله - عز وجل - وحمده وشكره على حفظه لعباده من الشرور والآفات والمهلكات إذ لو خلي بين العبد وبين هذه المهلكات لما بقي على ظهرها من دابة, ولكنه حفظ الله تعالى فوجبت محبته وحمده وعبادته وحده قال الله - عز وجل: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} [الرعد: 11] .
وقال سبحانه: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ (61) } [الأنعام: 61] ، هذا حفظه العام للناس مؤمنهم وكافرهم، أما حفظه الخاص لأوليائه فشيء آخر ونعمة أخرى تقتضي من أهلها المحبة العظيمة والحمد والقيام بحقوق عبوديته سبحانه وطاعته، وبقدر تحقيق العبودية والطاعة لله - عز وجل - يكون الحفظ والرعاية من الله - عز وجل - لعبده.
جاء ذكر اسمه سبحانه (الولي) في القرآن خمس عشرة مرة من ذلك قوله تعالى: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [البقرة: 257] ، وقوله سبحانه: {وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا (45) } [النساء: 45] ، وقوله - عز وجل: {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ (28) } [الشورى: 28] ، وقوله سبحانه: {وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68) } [آل عمران: 68] ، وقوله تبارك وتعالى: {أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ} [يوسف: 101] ، وقوله عز وجل: {أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ (155) } [الأعراف: 155] .