قال تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255) } [البقرة: 255] ، وقال سبحانه: {وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آَيَاتِهَا مُعْرِضُونَ (32) } [الأنبياء: 32] ؛ وقال - عز وجل: {* إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (41) } [فاطر: 41] ، وقال تبارك وتعالى: {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16) وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (17) } [الحجر: 17] .
ثالثًا: صدق التوكل على الله وحده لأن المحفوظ من حفظه الله وعصمه، ومن تخلى الله عن حفظه فإنه هالك ضائع، ولن يستطيع أحد أن يحفظه بعد ذلك، فلا جرم وجب التعلق بالله وحده في الحفظ والكفاية وترك التعلق بالمخلوق الضعيف الذي هو في حاجة إلى الحفظ من ربه.
رابعًا: الأخذ بأسباب حفظ الله - عز وجل - للعبد، وأعظمها: توحيده سبحانه، وفعل ما يحبه الله تعالى، واجتناب ما يسخطه، وحفظ الله تعالى في حرماته ودينه وشرعه؛ قال الرسول صلى الله عليه وسلم في معرض وصيته لابن عباس رضي الله عنهما: (يا غلام احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك ... الحديث) (1) .
وقبل ذلك قوله سبحانه: {هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) } [ق: 32] .
(1) رواه أحمد 1/ 293، والترمذي (2440) ، وصححه الألباني؛ صحيح الترمذي (2043) .