والنوع الثاني: حفظه الخاص لأوليائه سوى ما تقدم، بحفظهم عما يضر إيمانهم أو يزلزل إيقانهم من الشبه، والفتن، والشهوات فيعافيهم منها ويخرجهم منها بسلامة وحفظ وعافية، ويحفظهم من أعدائهم من الجن والإنس فينصرهم عليهم ويدفع عنهم كيدهم، قال الله تعالى: {* إِن اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا} [الحج: 38] ، وهذا عام في دفع جميع ما يضرهم في دينهم ودنياهم فعلى حسب ما عند العبد من الإيمان تكون مدافعة الله عنه بلطفه، وفي الحديث: (احفظ الله يحفظك) (1) ، أي: احفظ أوامره بالامتثال ونواهيه بالاجتناب، وحدوده بعدم تعديها، يحفظك في نفسك ودينك ومالك وولدك، وفي جميع ما آتاك الله من فضله" (2) أهـ."
من آثار الإيمان باسميه سبحانه (الحافظ) ، و (الحفيظ) :
أولاً: مراقبة الله - عز وجل - في الأقوال والأعمال بأن تكون في مرضاته، ذلك لأن الله - عز وجل - لا يغيب عن علمه شيء فهو الحافظ المحصي لأعمال عباده، في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، قال تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12) } [الانفطار: 10] .
ومن ذلك حفظ الأعمال مما يحبطها كالرياء وغيره مما يعلمه الله تعالى ويحصيه على العبد وإن خفي على الناس.
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى:"المراقبة: هي التعبد باسمه (الرقيب) ، (الحفيظ) ، (العليم) ، (السميع) ، (البصير) فمن عقل هذه الأسماء وتعبد بمقتضاها حصلت له المراقبة والله أعلم" (3) .
ثانيًا: تعظيم الله - عز وجل - وإجلاله وعبادته وحده لأنه هو الخالق لهذا الكون العظيم وهو الحافظ له وللسموات والأرض أن تزولا.
(1) رواه أحمد 1/ 263، وصححه أحمد شاكر في المسند 3/ 2671.
(2) انظر توضيح الكافية الشافية ض 122، وانظر الحق الواضح المبين ص 59 - 61.
(3) مدارج السالكين 2/ 69.