فهرس الكتاب
الصفحة 373 من 683

ويحفظ أولياءه، فيعصمُهم عن مواقعة الذنوب، ويحرسهم عن مُكايَدةِ الشيطان، ليسلموا من شره، وفتنته" (1) أهـ."

ويقول الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى - في نونيته:

"وهو الحفيظ عليهم وهو الكفيل بحفظهم من كل أمر عان" (2) .

ويشرح الشيخ السعدي - رحمه الله تعالى - اسمه سبحانه (الحفيظ) فيقول:"والحفيظ يتضمن معنيين:"

أحدهما: أنه قد حفظ على عباده ما عملوه من خير، وشر، وطاعة، ومعصية، فإن علمه محيط بجميع أعمالهم ظاهرها، وباطنها وقد كتب ذلك في اللوح المحفوظ، ووكل بالعباد ملائكة كرامًا كاتبين يعلمون ما يفعلون. فهذا المعنى من حفظه يقتضي إحاطة علم الله بأحوال العباد، كلها ظاهرها، وباطنها، وكتابتها في اللوح المحفوظ، وفي الصحف التي في أيدي الملائكة، وعلمه بمقاديرها، وكمالها، ونقصها، ومقادير جزائها في الثواب والعقاب ثم مجازاته عليها بفضله، وعدله.

والمعنى الثاني من معنيي الحفيظ: أنه تعالى الحافظ لعباده من جميع ما يكرهون.

وحفظه لخلقه نوعان عام وخاص: فالعام حفظه لجميع المخلوقات بتيسيره لها ما يقيتها ويحفظ بنيتها، وتمشي إلى هدايته، وإلى مصالحها بإرشاده، وهدايته العامة التي قال عنها: {أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50) } [طه: 50] ، أي: هدى كل مخلوق إلى ما قدر له وقضى له من ضروراته وحاجاته، كالهداية للمأكل، والمشرب، والمنكح، والسعي في أسباب ذلك، وكدفعه عنهم أصناف المكاره، والمضار، وهذا يشترك فيه البر، والفاجر، بل الحيوانات، وغيرها، فهو الذي يحفظ السماوات، والأرض أن تزولا، ويحفظ الخلائق بنعمه، وقد وكل بالآدمي حفظة من الملائكة الكرام يحفظونه من أمر الله، أي: يدفعون عنه كل ما يضره مما هو بصدد أن يضره لولا حفظ الله.

(1) شأن الدعاء ص 67، 68.

(2) النونية لابن القيم 2/ 228.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام