فهرس الكتاب
الصفحة 372 من 683

أما اسمه سبحانه (الحفيظ) فقد ورد في القرآن الكريم (ثلاث مرات) وذلك في قوله تعالى: {إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (57) } [هود: 57] ، وقوله سبحانه: {وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (21) } [سبأ: 21] ، وقوله - عز وجل: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ} [الشورى: 6] .

المعنى اللغوي (للحافظ والحفيظ) :

قال في اللسان:"قال ابن سيده: الحفظ نقيض النسيان، وهو التعاهد وقلة الغفلة."

وحفظ الشيء حفظًا، ورجل حافظ من قوم حفاظ ...

وقال الأزهري:"رجلٌ حافظ وقومٌ حُفَّاظٌ، وهم الذين رزقوا حفظ ما سمعوا، وقلّما ينسون شيئًا يعونه" (1) .

وقال الزجاجي:" (الحفيظ) : الحافظ، فعيل بمعنى فاعل" (2) .

وقال:"أحفظت الرجل: إذا أغضبته، أحفظه إحفاظًا، والحِفظة: الحقد والضغينة".

وقال الجوهري:"حفظتُ الشيء حفظًا، أي: حرسته، وحفظته أيضًا بمعنى استظهرته، والمحافظة: المراقبة" (3) .

معناهما في حق الله تعالى:

قال الخطابي رحمه الله تعالى:"الحفيظ هو الحافظ فعيل بمعنى فاعل كالقدير والعليم يحفظ السموات والأرض وما فيها لتبقى مدة بقائها فلا تزول ولا تندثر كقوله - عز وجل: {وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا} [البقرة: 255] ، وقال: {وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7) } [الصافات: 7] ، أي حفظناها حفظًا والله أعلم."

وهو الذي يحفظ عبده من المهالك والمعاطب، ويقيه مصارع السوء كقوله سبحانه: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} [الرعد:11] ، أي: بأمره.

ويحفظ على الخلق أعمالهم، ويحصي عليهم أقوالهم، ويعلم نياتهم وما تكِنَّ صدورهم، ولا تغيب عنه غائبة ولا تخفى عليه خافية.

(1) اللسان 2/ 929.

(2) اشتقاق الأسماء ص 146.

(3) الصحاح 3/ 1172.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام