فهرس الكتاب
الصفحة 631 من 683

وعطاؤه سبحانه واسع يشمل كل العطايا والهبات وأعظمها عطية الإيمان والهداية. وبين اسمه سبحانه (المعطي) وأسمائه سبحانه (الوهاب) ، (المنان) ، (الجواد) تقارب في المعاني والآثار.

يقول ابن القيم - رحمه الله تعالى - في نونيته:

"هو مانع معط فهذا فضله والمنع عين العدل للمنان"

يعطي برحمته من يشاء بحكمة والله ذو السلطان" (1) "

ويقول أيضًا فيما يتضمنه قوله صلى الله عليه وسلم: (اللَّهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت) (2) من معان:"لما كان المقصود بهذا تفرد الرب سبحانه بالعطاء والمنع لم يكن لذكر المُعطَى ولا لحظ المُعطي معنى، بل المقصود أن حقيقة العطاء والمنع إليك لا إلى غيرك، بل أنت المتفرد بها لا يشركك فيها أحد" (3) .

وإن مما يتضمنه اسم الجلالة (المُعطي) : أن الله سبحانه وتعالى لا يتبرم بعطائه بل إنه سبحانه يحب أن يجود على عباده ويحسن إليهم، كما قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:"محبته للجود والإعطاء والإحسان، والبر والإنعام والإفضال فوق ما يخطر ببال الخلق، أو يدور في أوهامهم."

... إذ هذا شأن الجواد من الخلق؛ ... ولو أن أهل سماواته وأرضه، وأول خلقه وآخرهم، وإنسهم وجنهم، ورطبهم ويابسهم قاموا في صعيد واحد فسألوه فأعطى كل واحد ما سأله: ما نقص ذلك مما عنده مثقال ذرة.

وهو الجواد لذاته، كما أنه الحي لذاته، العليم لذاته، السميع البصير لذاته. فجوده العالي من لوازم ذاته، والعفو أحب إليه من الانتقام، والرحمة أحب إليه من العقوبة، والفضل أحب إليه من العدل، والعطاء أحب إليه من المنع" (4) ."

من آثار الإيمان باسمه سبحانه (المعطي) :

ما ذكر من الآثار في أسمائه سبحانه (الوهاب) ، (الجواد) ، (المنان) يناسب ذكرها في اسمه سبحانه (المعطي) ومن أهمها:

(1) الكافية الشافية ص 248، والأبيات رقم 3348، 3349.

(2) البخاري (844) ، ومسلم (593) .

(3) جلاء الأفهام ص 631.

(4) مدارج السالكين 1/ 233 - 234 (باختصار) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام