وقال الزجاجي رحمه الله:"الكريم: الجواد. والكريم: العزيز، والكريم: الصفوح، هذه ثلاثة أوجه للكريم في كلام العرب، كلها جائز وصف الله - عز وجل - بها" (1) .
وقال الخطابي رحمه الله تعالى:"قال بعض أهل اللغة: الكريم: الكثير الخير، والعرب تسمي الشيء النافع الذي يدوم نفعه ويسهل تناوله كريمًا، ولذلك قيل للناقة الحوار: كريمة وذلك لغزارة لبنها وكثرة درها" (2) .
المعنى في حق الله عز وجل:
قال الخطابي - رحمه الله تعالى - في معنى (الكريم) :"إنه الذي يبدأ النعمة قبل الاستحقاق، ويتبرع بالإحسان من غير استثابة، ويغفر الذنب، ويعفو عن المسيء. ويقول الداعي في دعائه: يا كريم العفو، فقيل: إن من كرم عفوه، أن العبد إذا تاب عن السيئة، محاها عنه، وكتب له مكانها حسنة" (3) .
وقال الغزالي رحمه الله تعالى:"الكريم الذي إذا قدر عفا، وإذا وعد وفىّ، وإذا أعطى زاد على منتهى الرجاء، ولا يبالي كم أعطى، ولمن أعطى، وإن رفعت حاجة إلى غيره لا يرضى، وإذا جُفي عاتب، وما استقصى، ولا يضيع من لاذ به والتجأ، ويغنيه عن الوسائل والشفعاء، فمن اجتمع له جميع ذلك لا بالتكلف، فهو الكريم المطلق، وذلك لله سبحانه وتعالى فقط" (4) .
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى:"إن الكريم هو البهي الكثير الخير العظيم النفع، وهو من كل شيء أحسنه وأفضله. والله سبحانه وصف نفسه بالكرم، ووصف به كلامه، ووصف به عرشه، ووصف به ما كثر خيره وحسن منظره من النبات وغيره (5) ."
(1) اشتقاق أسماء الله ص 302.
(2) شأن الدعاء ص 70، 71.
(3) المصدر السابق.
(4) المقصد الأسنى ص 96.
(5) البيان في أقسام القرآن ص 286.