فهرس الكتاب
الصفحة 481 من 683

أما اسمه سبحانه (الأكرم) فقال ابن القيم رحمه الله تعالى:"أعاد الأمر بالقراءة مخبرًا عن نفسه بأنه الأكرم، وهو الأفعل من الكرم، وهو كثرة الخير ولا أحد أولى بذلك منه سبحانه، فإن الخير كله بيده والخير كله منه والنعم كلها هو موليها، والكمال كله والمجد كله له فهو الأكرم حقًا" (1) .

وقال أيضًا:"ذكر من صفاته ها هنا اسم (الأكرم) الذي فيه كل خير وكل كمال فله كل كمال وصفًا ومن كل خير فعلاً فهو (الأكرم) في ذاته وأوصافه وأفعاله" (2) .

وقال الخطابي في معنى (الأكرم) :"هو أكرم الأكرمين، لا يوازيه كريم ولا يعادله نظير."

وقد يكون (الأكرم) بمعنى الكريم كما جاء الأعز والأطول بمعنى: العزيز والطويل" (3) ."

من آثار هذين الاسمين الكريمين:

ذكر ابن العربي - رحمه الله تعالى - في ذلك آثارًا عظيمة أكتفي بذكر بعض منها بشيء من التصرف:

قال - رحمه الله تعالى - في شرحها بعد أن سردها سردًا:

1 -إن (الكريم) هو الكثير الخير فمن أكثر خيرًا من الله لعموم قدرته وسعة عطائه، قال سبحانه: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا ¼ cm مYح! # t"yz وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21) } [الحجر: 21] ."

2 -والكريم هو الدائم بالخير، وذلك بالحقيقة لله؛ فإن كل شيء ينقطعُ إلاّ الله وإحسانه، فإَّنه دائمٌ متصل في الدنيا والآخرة.

3 -والكريم هو الذي يَسهل خيرهُ، ويقربُ تناول ما عنده، وهو الله بالحقيقة؛ فإنه ليس بينه وبين العبد حجابٌ، وهو قريب لمن استجاب؛ قال الله سبحانه: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي} [البقرة: 186] .

(1) مفتاح دار السعادة 1/ 342.

(2) نفس المصدر 1/ 241.

(3) شأن الدعاء ص 103.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام