لو لم يكن حيًا عزيزًا قادرًا ما كان من قهر ولا سلطان (1)
ويقول أيضًا:"لا يكون القهار إلا واحدًا، إذ لو كان معه كفؤله فإن لم يقهره لم يكن قهارًا على الإطلاق، وإن قهره لم يكن كفؤًا، فكان القهار واحدًا" (2) .
ويقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى:"القهار لجميع العالم العلوي والسفلي، القهار لكل شيء الذي خضعت له المخلوقات وذلت لعزته وقوته وكمال اقتداره" (3) .
وقال الخطابي:" (القهار) : هو الذي قهر الجبابرة من عتاة خلقه بالعقوبة، وقهر الخلق كلهم بالموت" (4) .
من آثار الإيمان باسمه (القاهر) (القهار) :
أولاً: (القاهر والقهار) لا يكون إلا واحدًا لا كفؤ له وإلا لم يكن قهارًا ولذا اقترن اسمه سبحانه (القهار) باسمه سبحانه (الواحد) في كل الآيات. والإيمان بهذا يستلزم إفراده سبحانه بالعبادة والإرادة والقصد، فلا يجوز صرف شيء من ذلك لما سوى الله - عز وجل - من المخلوقين المربوبين المقهورين كما قال - عز وجل: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) } [يوسف: 39] .
ثانيًا: التعلق بالله وحده والتوكل عليه سبحانه، وقطع العلائق بالأسباب المقهورة مع فعلها؛ لأن حقيقة التوكل هي تمام الاعتماد على الله تعالى مع تمام الثقة بكفايته وإعانته، وهذا لا يصرف إلا للواحد القهار، أما المقهور فلا يتوكل عليه لعدم قدرته على الإعانة استقلالاً.
ثالثًا: تعظيم الله - عز وجل - والخوف منه وحده وسقوط الخوف من المخاليق الضعاف المقهورين المغلوبين من القلب، سواء كان ذلك خوفًا على الرزق أو خوفًا على الأجل.
(1) النونية 2/ 232.
(2) الصواعق المرسلة 3/ 1018.
(3) تفسير السعدي 5/ 624 - 6/ 448.
(4) شأن الدعاء ص 53.