فهرس الكتاب
الصفحة 577 من 683

من آثار الإيمان باسمه سبحانه (الرفيق) :

أولاً: محبته سبحانه وتعظيمه وإجلاله وحمده، حيث ظهرت آثار لطفه ورفقه بعباده في خلقه وشرعه وقدرته ورأفته ورحمته، مع غناه سبحانه عن خلقه (1) .

ومن ذلك إمهاله سبحانه للعصاة من عباده ليتوبوا، ولو شاء لعاجلهم بالعقوبة لكنه رفق بهم وتأنى فلله الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه.

ثانيًا: شكره سبحانه وحمده والثناء عليه على هدايته إلى هذا الدين الكامل الحكيم الميسر الذي كله لطف ورفق ومصلحة للعباد.

ومن آثار رفقه سبحانه بعباده ما شرع لهم من الرخص الشرعية التي ترفع عنهم الحرج.

والعبد إذا ترفه بالرخص الشرعية، فإنما يتعبد لله تعالى باسمه سبحانه (الرفيق) كما وضح ذلك الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى - بقوله:"فرق بين أن يكون التفاته إليها ترفهًا وراحة وأن يكون متابعة وموافقة، ومع هذا فالالتفات إليها ترفهًا وراحة لا يُنافي الصدق، فإن هذا هو المقصود منها، وفيه شهود نعمة الله على العبد، وتعبد باسمه: (البرِّ) ؛ (اللطيف) ؛ (المُحسن) ؛ (الرَّفيق) ، فإنه (رفيقٌ) يحب الرفق" (2) .

ثالثًا: التخلق بصفة الرفق والتأني في الأمور مع النفس ومع الخلق بل حتى مع العدو كما جاء في حديث عائشة- رضي الله عنها - مع اليهود، وقد جاءت نصوص عديدة تحث على الرفق وتثني على أهله، من ذلك ما ورد في أول الكلام عن هذا الاسم الكريم، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه"(3) ، وقوله صلى الله عليه وسلم: (من يحرم الرفق يحرم الخير) (4) ."

وقد أثنى الرسول صلى الله عليه وسلم على أشج عبد القيس بقوله: (إن فيك لخصلتين يحبهما الله ورسوله: الحلم والأناة) (5) .

(1) انظر آثار رحمته سبحانه في الكلام على اسمه سبحانه (الرحمن، الرحيم) وكذلك انظر إلى آثار لطفه في اسمه سبحانه اللطيف.

(2) مدارج السالكين 2/ 282.

(3) مسلم في البر (2594) .

(4) مسلم (2594) .

(5) مسلم في الإيمان (18) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام