وعن شداد بن أوس - رضي الله عنه - قال:"حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنتين أنه قال: (إن الله - عز وجل - محسن يحب الإحسان فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته ثم ليرح ذبيحته) " (1) .
المعنى اللغوي:
الحسن: نقيض القبح والجمع محاسن، وحسَّنتُ الشيء تحسينًا: زينته وأحسنت إليه وبه. والمحاسن في الأعمال ضد المساوئ. والمحاسن: المواضع الحسنة من البدن.
وقال الراغب:"والإحسان يقال على وجهين: أحدهما: الإنعام على الغير يقال: أحسن إلى فلان."
والثاني: إحسان في فعله، وذلك إذا علم علمًا حسنًا أو عمل عملاً حسنًا. والإحسان فوق العدل وذلك أن العدل هو أن يعطي ما عليه ويأخذ ما له.
والإحسان أن يعطي أكثر مما عليه ويأخذ أقل مما له، فالإحسان زائد على العدل فتحري العدل واجب، وتحري الإحسان ندب وتطوع" (2) ."
المعنى في حق الله تعالى:
قال القرطبي رحمه الله تعالى:"المحسن جل جلاله وتقدست أسماؤه، لم يرد في القرآن اسمًا وإنما ورد فعلاً فقال: {y وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ} [يوسف: 100] ."
ومعناه راجع إلى معنى المفضل وذي الفضل، والمنان والوهاب" (3) ."
وقال المناوي في قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى محسن) :"أي: الإحسان له وصف لازم لا يخلو موجود عن إحسانه طرفة عين، فلا بد لكل مكون من إحسانه إليه بنعمةالإيجاد ونعمة الإمداد" (4) .
والله سبحانه محسن في إنعامه فيعطي النعم الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى، ومحسن في فعله فهو سبحانه وتعالى أحسن كل شيء خلقه قال تعالى: {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ} [السجدة: 7] .
من آثار الإيمان باسمه سبحانه (المحسن) :
(1) مصنف عبد الرزاق (8603) ، ومن طريق الطبراني في الكبير 7/ 7121، وصححه الألباني في الجامع الصغير (1824) .
(2) انظر لسان العرب 2/ 877، والصحاح 5/ (2099) .
(3) انظر النهج الأسمى 3/ 153.
(4) فيض القدير 2/ 264.