وقال أبو سليمان الخطابي:"هو الذي يجيب المضطر إذا دعاه، ويغيث الملهوف إذا ناداه، فقال: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60] ، وقال: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} ، ويقال: أجاب واستجاب بمعنى واحد" (1) .
وقال ابن القيم - رحمه الله تعالى - في نونيته:
"وهو المجيب يقول من يدعو أجيبه أنا المجيب لكل من ناداني"
وهو المجيب لدعوة المضطر إذ يدعوه في سر وفي إعلان" (2) "
ويقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى:"من أسمائه المجيب لدعوة الداعين، وسؤال السائلين وعباده المستجيبين وإجابته سبحانه نوعان:"
إجابة عامة لكل من دعاه: دعاء عبادة، أو دعاء مسأله قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60] ، فدعاء المسألة يقول العبد: اللَّهم أعطني كذا أو اللَّهم ادفع عني كذا فهذا يقع من البر والفاجر، ويستجيب الله فيه لكل من دعاه بحسب الحالة المقتضية وبحسب ما تقتضيه حكمته، وهذا يستدل به على كرم المولى وشمول إحسانه للبر والفاجر، ولا يدل بمجرده على حسن حال الداعي الذي أجيبت دعوته إن لم يقترن بذلك ما يدل عليه وعلى صدقه وتعين الحق معه، كسؤال الأنبياء ودعائهم لقومهم وعلى قومهم فيجيبهم الله، فإنه يدل على صدقهم فيما أخبروا به وكرامتهم على ربهم، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم كثيرًا ما يدعو بدعاء يشاهد المسلمون وغيرهم إجابته، وذلك من دلائل نبوته وآيات صدقه، وكذلك ما يذكرونه عن كثير من أولياء الله من إجابة الدعوات فإنه من أدلة كراماتهم على الله.
(1) شأن الدعاء ص 72.
(2) النونية 2/ 229.