فهرس الكتاب
الصفحة 155 من 683

(والسلام) في الأصل: السلامة فقال: سلم يسلم سلامًا وسلامة. ومنه قيل للجنة: دار السلام لأنها دار السلامة من الآفات؛ وقوله - عز وجل: {وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى (47) } [طه: 47] ، معناه: أن من اتبع هدى الله سلم من عذابه وسخطه (1) 3).

أما معناه في حق الله تعالى:

فيقول الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى: (السلام) : أي من جميع العيوب والنقائص لكماله في ذاته وصفاته وأفعاله" (2) 4)."

وقال البيهقي: (السلام) : هو الذي سلم من كل عيب، وبرئ من كل آفة، وهذه صفة يستحقها بذاته.

وقيل:"هو الذي سلم المؤمنون من عقوبته" (3) 1).

ويقول الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى - عن معنى اسمه سبحانه (السلام) :"وأما السلام الذي هو اسم من أسماء الله ففيه قولان:"

أحدهما: أنه كذلك اسم مصدر، وإطلاقه عليه كإطلاق العدل عليه. والمعنى: أنه ذو السلام، وذو العدل على حذف المضاف.

والثاني: أن المصدر بمعنى الفاعل هنا أي: السالم. كما سميت ليلة القدر سلامًا أي: سالمة من كل شر، بل هي خير لا شر فيها" (4) 2)."

ويقول ابن القيم - رحمه الله تعالى - في نونيته:

وهو السلام على الحقيقة سالم من كل تمثيل ومن نقصان (5) 3)

ويفصل القول في هذا الاسم الكريم فيقول:"واستحقاق الله هذا الاسم أكملُ من استحقاق كل ما يطلق عليه، وهذا هو حقيقة التنزيه الذي نزه الله به نفسه، ونزهه به رسوله صلى الله عليه وسلم."

(1) انظر لسان العرب 3/ 2078، النهاية لابن الأثير 2/ 392.

(2) تفسير ابن كثير 4/ 343.

(3) الاعتقاد للبيهقي ص 55.

(4) بدائع الفوائد 2/ 366.

(5) النونية 2/ 233.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام