فهرس الكتاب
الصفحة 381 من 683

أما اسمه سبحانه (الناصر) فلم يرد في القرآن إلا مرة واحدة بصيغة التفضيل؛ وذلك في قوله تعالى: {بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ}

[آل عمران: 150] .

المعنى اللغوي:

"نَصَرَهُ يَنْصُرَه نَصْرًا إذا أعَانه على عَدُوِّه، والاسم النُّصْرة."

والنَّصِيرُ: النَّاصر، والجمع: الأنصار، مثل شريف وأشراف.

واستَنْصَرَهُ على عدوه، أي: سأله أن يَنْصُرَه عليه.

وتَنَاصروا: نَصَرَ بعضُهم بعضًا، والتَّنَاصر: التعاون على النَّصر.

وانْتَصَر منه: انتقم" (1) ."

وقال الراغب:"النَّصْرُ والنُّصْرةُ: العَون" (2) .

معناه في حق الله تعالى:

قال: ابن كثير رحمه الله تعالى: {فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78) } [الحج: 78] "يعني نعم الولي ونعم الناصر من الأعداء" (3) .

وقال ابن جرير - رحمه الله تعالى - في قوله سبحانه: {بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ} [آل عمران: 150] ،"وليكم وناصركم على أعدائه الذين كفروا: {وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ} لا مَنْ فررتم إليه من اليهود وأهل الكفر بالله!! فبالله الذي هو ناصرُكم ومولاكُم فاعْتصموا، وإياه فاستنصروا دون غيره ممن يبغيكم الغوائل ويرصدكم بالمكاره" (4) .

وقال في قوله سبحانه: {وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا (45) } [النساء: 45] ، وحسبكم بالله ناصرًا لكم على أعدائكم وأعداء دينكم، وعلى من بَغَاكم الغَوائل، وبَغَى دينكم العِوج (5) .

وقال في قوله سبحانه: {وَنِعْمَ النَّصِيرُ} : وهو النَّاصر (6) .

(1) انظر الصحاح 2/ 829، واللسان 6/ 4439 - 4441.

(2) مفردات القرآن ص 495.

(3) تفسير ابن كثير 3/ 237.

(4) تفسير الطبري 3/ 80.

(5) تفسير الطبري 5/ 75.

(6) تفسير الطبري 9/ 163.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام