فهرس الكتاب
الصفحة 382 من 683

وقال في قوله: {y 4's"x.ur بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا} ، يقول تعالى ذكره لنبيه: وكفاك يا محمد بربك هاديًا يهديك إلى الحقّ، ويبصرك الرشد، (ونصيًرا) : يقول: ناصرًا لك على أعدائك، يقول: فلا يهولنك أعداؤك من المشركين، فإني ناصرك عليهم، فاصبر لأمري، وامض لتبليغ رسالتي إليهم (1) ."

ويقول الشيخ السعدي - رحمه الله تعالى - عند قوله تعالى:" {وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا (45) } [النساء: 45] : ( {وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا} ، أي: يتولى أحوال عباده، ويلطف بهم، في جميع أمورهم، وييسر لهم ما به سعادتهم وفلاحهم."

4 {وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا} ينصرهم على أعدائهم، ويبين لهم ما يحذرون منهم ويعينهم عليهم، فولايته تعالى، فيها حصول الخير، ونصره، فيه زوال الشر" (2) ."

من آثار الإيمان باسميه سبحانه (الناصر، النصير) :

أولاً: الثقة في نصر الله تعالى لعباده المؤمنين وعدم الرهبة من قوة الكافرين إذا أخذ بالأسباب، والتوكل على الله وحده في ذلك؛ فالمنصور من نصره الله تعالى، والمخذول من خذله. قال سبحانه: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ} [آل عمران: 160] .

وقال الله تعالى: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (47) } [الروم: 47] ، وقال سبحانه: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (51) } [غافر: 51] .

وقد ذكر الإمام ابن جرير الطبري - رحمه الله تعالى - إشكالاً عارضًا ثم أجاب عليه؛ أنقله هنا للفائدة: قال - رحمه الله تعالى - عند آية غافر:

(1) تفسير الطبري 19/ 8.

(2) تفسير السعدي 1/ 453.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام