فهرس الكتاب
الصفحة 450 من 683

وقال ابن القيم - رحمه الله تعالى - في نونيته:

"والبَرُّ في أوْصَافِهِ سُبحانه هو كَثْرةُ الخَيراتِ والإحْسَانِ"

صَدَرَتْ عن البرِّ الذي هو وَصْفُه فالبر حينئذٍ نوعان

وَصفٌ وفعلٌ، فهو بَرٌّ مُحسنٌ مُولي الجَميل ودائم الإحسان" (1) "

وقال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى:"وصفه البر وآثار هذا الوصف جميع النعم الظاهرة والباطنة فلا يستغني مخلوق عن إحسانه وبره طرفة عين" (2) .

من آثار اسمه سبحانه (البرَّ) :

إن كثيرًا مما ذكر من آثار أسمائه سبحانه (الرحيم، الرؤوف، اللطيف) يمكن أن يقال هنا في آثار اسمه سبحانه (البر) ومن ذلك:

أولاً: الله تبارك وتعالى بَرّ رحيم بعباده، عطوف عليهم، محسنٌ إليهم، مُصلح لأحوالهم في الدنيا والدين.

أما في الدنيا فما أعطاهم وقسم لهم من الصحة والقوة والمال والجاه والأولاد والأنصار، مما يخرج عن الحصر، قال سبحانه: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [إبراهيم: 34] ، فيدخل في ذلك كلُّ معروف وإحسان، لأنها ترجع إلى البر.

ويشترك في ذلك المؤمن والكافر.

وأما في الدين فما منَّ به على المؤمنين من التوفيق للإيمان والطاعات، ثم إعطائهم الثواب الجزيل على ذلك في الدنيا والآخرة، وهو الذي وفَّق وأعان أولاً، وأثاب وأعطى آخرًا.

فمنه الإيجاد، ومنه الإعداد، ومنه الإمداد، فله الحمد في الأولى والمعاد.

ثانيًا: من برِّه سبحانه بعباده إمهاله للمسيء منهم، وإعطاؤه الفرصة بعد الفرصة للتوبة، مع قدرته على المعاجلة بالعقوبة.

قال سبحانه: {وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ Wx ح ِ qtB (58) } [الكهف: 58] .

قال الإمام ابن القيم- رحمه - الله في شرحه للطائف أسرار التوبة:

(1) النونية 2/ 234.

(2) الحق الواضح المبين ص 82، 83.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام