مثل: اسمي"القابض، الباسط"، واسمي"المقدم، المؤخر"؛ فكل مجموعة من هذه الأسماء وإن كانت تحوي اسمين مختلفين؛ لأن كل اسم منها يحمل معنى غير الآخر، لكنها تكون كالاسم الواحد في المعنى؛ فلا يصح إفراد اسم عن الآخر في الذكر؛ لأن الاسمين إذا ذكرا معًا دل ذلك على عموم قدرته وتدبيره، وأنه لا رب غيره، وإذا ذكر أحدهما لم يكن فيه هذا المدح، والله له الأسماء الحسنى (1) 1).
التنبيه الحادي عشر: هل نصوص أسماء الله الحسنى محكمة أم متشابهة؟
يجيب على ذلك د. شحادة فيقول:"المحكم هو البينّ الواضح الذي لا يحتاج في معناه إلى غيره، وذلك لوضوحه. أما المتشابه فهو ما لا سبيل إلى إدراك حقيقته وكنهه."
ونصوص الأسماء الحسنى من النصوص المحكمة أيّما إحكام، بل هي من أحكم المحكمات، فمعانيها واضحة، ومن له علم بالعربية يستطيع التفريق بين اسم واسم، فنفهم من اسم"الرحمن"غير ما نفهمه من اسم"العزيز"، ونفهم من اسم"الغفور"غير ما نفهمه من اسم"الجبار".. وهكذا، وكذلك فإنَّ من إحكام الأسماء الحسنى تضمنها صفات الكمال، وأنها ليست أعلامًا مجردةً، فنعلم أن اسم الله"الحكيم"متضمن للحكمة الكاملة، وأن اسم الله"العزيز"متضمن للعزة الكاملة، وبهذا يتبين أن أسماء الله محكمة.
وأما ما تضمنته الأسماء من الصفات ففيه تفصيل: فإذا أريد معنى الصفة، فإنه أيضًا - محكم - وليس بمتشابه، لأننا نفهم القدر المشترك بين الصفتين أي: صفة الخالق، وصفة المخلوق من حيث اللفظ، والمعنى العام الذي يجعلنا نفهم معنى الخطاب.
وأما إذا أريد حقائق الصفات وكيفياتها فهذا من المتشابه الحقيقي الذي لا يعلم معناه إلا الله - عز وجل - فلا يعلمه من البشر أحدٌ" (2) 1)."
(1) انظر المنهاج الأسنى وشحاته 1/64، 65.
(2) المنهاج الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى 1/26، 27.