فهرس الكتاب
الصفحة 404 من 683

وقال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى:" (الصمد) : أي الرب الكامل والسيد، العظيم، الذي لم يبق صفة كمال إلا اتصف بها، ووصف بغايتها، وكمالها بحيث لا تحيط الخلائق ببعض تلك الصفات بقلوبهم، ولا تعبر عنها ألسنتهم، وهو المصمود إليه المقصود في جميع الحوائج والنوائب: {يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (29) } [الرحمن: 29] ."

فهو الغني بذاته، وجميع الكائنات فقيرة إليه بذاتهم: في إيجادهم، وإعدادهم، وإمدادهم بكل ما هم محتاجون إليه من جميع الوجوه، ليس لأحد منها غنى مثقال ذرة، في كل حالة من أحوالها" (1) ."

ويقول أيضًا:"و (الصمد) : هو الذي تقصده الخلائق كلها في جميع حاجاتها وأحوالها وضروراتها لما له من الكمال المطلق في ذاته وصفاته وأسمائه وأفعاله" (2) .

ويقول في موطن آخر:"و (الصمد) : المغني الجامع الذي يدخل فيه كل ما فسر به هذا الاسم الكريم، فهو الصمد الذي تصمد إليه أي: تقصده جميع المخلوقات بالذل والحاجة والافتقار، ويفزع إليه العالم بأسره، وهو الذي قد كمل بعلمه وحكمته وحلمه وقدرته وعظمته ورحمته وسائر أوصافه". (3)

من آثار الإيمان باسمه سبحانه (الصمد) :

كل معنى من معاني اسمه سبحانه (الصمد) يثمر آثارًا إيمانية في قلب المؤمن، ومن هذه الآثار:

أولاً: محبة الله - عز وجل - الذي تصمد له الخلائق وتهرع إليه في قضاء الحاجات وتفريج الكربات؛ لأنه سبحانه القادر على ذلك وهو اللطيف بعباده الرحيم بهم: {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (2) } [فاطر: 2] .

(1) بهجة قلوب الأبرار ص 165.

(2) تفسير السعدي 5/ 621.

(3) الحق الواضح المبين ص 75.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام