يقول العز بن عبد السلام:"فهم معاني أسماء الله تعالى وسيلة إلى معاملته بثمراتها من: الخوف، والرجاء، والمهابة، والمحبة، والتوكل، وغير ذلك من ثمرات معرفة الصفات" (1) 1)، وكلما حقق العبد أسماء الله، تعالى، وصفاته علمًا وعملاً وحالاً كلما كان أعظم وأكمل توحيدًا. وفي المقابل فإن هناك تلازمًا بين إنكار الأسماء والصفات وبين الشرك وضعف أعمال القلوب أو ذهابها.
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:"ولا يتم التوكل إلا بمعرفة الرب وصفاته من قدرته، وكفايته، وقيوميته، وانتهاء الأمور إلى علمه، وصدورها عن مشيئتة وقدرته."
قال شيخنا ابن تيمية رحمه الله تعالى: ولذلك لا يصح التوكل ولا يتصور من فيلسوف، ولا من القدرية النفاة القائلين بأن يكون في ملكه ما لايشاؤه، ولا يستقيم من الجهمية النفاة لصفات الرب جل جلاله. ولا يستقيم التوكل إلا من أهل الإثبات ... فكل من كان بالله وصفاته أعلم وأعرف كان توكله أصح وأقوى والله - سبحانه وتعالى - أعلم" (2) 1)."
كما أن التعبد بأسماء الله تعالى وصفاته سبب رئيس لسلامة القلب من آفات الحسد والكبر كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى:"لو عرف ربه بصفات الكمال ونعوت الجلال، وعرف نفسه بالنقائص والآفات لم يتكبر ولم يحسد أحدًا على ما آتاه الله" (3) 2).
والمقصود ذكر موجبات، وآثار، ولوازم أسماء الله - عز وجل - الحسنى والتي تعني التعبد لله تعالى بأسمائه الحسنى"إذ كل اسم له تعبد مختص به علمًا ومعرفة وحالاً. وله صفة خاصة، وكل صفة لها مقتضى وفعل إما لازم وإما متعد، ولذلك الفعل تعلق بمفعول هو من لوازمه. وذلك في خلقه وأمره، وثوابه، وعقابه وكل ذلك آثار الأسماء الحسنى وموجباتها" (4) 3).
(1) شجرة المعارف والأحوال ص 1.
(2) زاد المعاد 3/ 229 - 235 بتصرف يسير واختصار.
(3) الفوائد ص 150.
(4) مدارج السالكين 1/ 417.