وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (اللَّهم أنت عضدي ونصيري بك أحول وبك أصول، وبك أقاتل) (1) ، وقد مدح الله - عز وجل - عباده وأولياءه المجاهدين بأنهم يتبرَّؤون من الحول والقوة ويسألونه سبحانه النصر وتثبيت الأقدام كما جاء ذلك في صفات الرِبِّيين في قوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) } [آل عمران: 146، 147] .
اقتران اسميه سبحانه (المولى) ، (النصير) :
جاء هذا الاقتران في موضعين من القرآن، وذلك في قوله تعالى: {وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (40) } [الأنفال: 40] ، وقوله - عز وجل: {وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78) } [الحج: 78] .
ولا يخفى ما في هذا الاقتران من معنى؛ ذلك أن من معاني (المولى) التي مرت بنا المعنى العام الذي مفاده أنه سبحانه مولى جميع العباد كافرهم ومؤمنهم، ومولاهم بمعنى سيدهم وخالقهم ومعبودهم الحق؛ كما قال تعالى: {ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ} [الأنعام: 62] ، والمعنى الخاص الذي يراد به الولاية الخاصة بالمؤمنين؛ حيث هو سبحانه ناصرهم ومؤيدهم، والاقتران هنا في هاتين الآيتين يراد به المعنى الخاص؛ أي أن اسمه سبحانه (النصير) هو مقتضى اسمه سبحانه (المولى) ، والله أعلم.
اقتران اسمه سبحانه (النصير) باسمه سبحانه (الهادي) :
(1) رواه أحمد 3/ 184، والترمذي (3508) ، وأبو داود في الصلاة (1291) ، وقال الترمذي: حسن غريب.