فهرس الكتاب
الصفحة 388 من 683

وجاء فعل"النصر"في مواضع كثيرة - صفات الأفعال - مضافًا إلى من خصَّهُ الله بالنُّصرةِ وهم: الملائكة والمؤمنون لا غير. فإنَّ حقيقة النَّصر المعونة بطريق التَّولي والمحبة. والمعونة على الشر لا تُسمى نصرًا، ولذلك لا يقال في الكافر إذا ظَفَر بالمؤمن أنه منصورٌ عليه، بل يقال: هو مُسَلَّطٌ عليه، ومنه قوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ} [النساء: 90] " (1) ."

ثالثًا: شعور العبد بحاجته لنصرة الله تعالى في جميع أحواله وشؤونه كلها وأنه لا يستغني عن نصرة ربه له طرفة عين فهو محتاج إلى أن ينصره الله - عز وجل - على هواه ونفسه، وهو محتاج إلى نصرة الله تعالى له على شيطانه من الإنس والجن، وهو محتاج إلى نصرة الله له على أعدائه الكافرين، وبالجملة فهو محتاج إلى عون الله - عز وجل - ونصرته على فتن الشبهات والشهوات وكيد الأعداء، ولذا جاءت أدعية كثيرة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم في طلب النصرة من الله تعالى على الشر وأهله، ومن هذه الأدعية قوله صلى الله عليه وسلم: (رب أعني ولا تعن علي، وانصرني ولا تنصر علي، وامكر لي ولا تمكر علي، واهدني ويسر الهدى لي، وانصرني على من بغى علي ... الحديث) (2) .

(1) انظر النهج الأسمى، محمد حمود النجدي 2/ 327، 328.

(2) الترمذي (3474) في الدعوات في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: حسن صحيح.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام