فهرس الكتاب
الصفحة 387 من 683

من أجل هذا كله، ومن أجل غيره مما يعلمه الله، قد يبطئ النصر، فتتضاعف التضحيات، وتتضاعف الآلام، مع دفاع الله عن الذين آمنوا وتحقيق النصر لهم في النهاية" (1) ."

ثانيًا: وهذا الأثر مرتبط بما قبله ألا وهو أن الإيمان باسمه سبحانه: (الناصر والنصير) يدفع المؤمن للأخذ بأسباب نصر الله تعالى له في الدنيا والآخرة، وذلك بالخضوع لأمره وشريعته ونصرة دينه في نفسه ومع الناس لأن التفريط في طاعة الله - عز وجل - باب إلى الخذلان والمصائب وتأخر نصر الله تعالى، قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7) } [محمد: 7] ، وقال سبحانه: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِن اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (41) } [الحج: 40 - 41] .

يقول القرطبي - رحمه الله تعالى - عند قوله تعالى: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} :""فإن قيل كيف قال تعالى: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ} ، والنصر هو العون والله سبحانه لا يجوز عونه قولاً ولا يتصور فعلاً؟

فالجواب: من أوجه:

أحدها: إن تنصروا دين الله بالجهاد عنه ينصركم.

الثاني: إن تنصروا أولياء الله بالدعاء.

الثالث: إن تنصروا نبي الله وأضافَ النصر إلى الله تشريفًا للنبي صلى الله عليه وسلم وأوليائه وللدين، كما قال تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا} [البقرة: 245] ، فأضاف القرض إليه تسليةً للفقير" (2) ."

(1) في ظلال القرآن 4/ 2426، 2427.

(2) تفسير القرطبي: سورة محمد، الآية 7.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام