وقال سبحانه: {إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100) }
[يوسف: 100] .
المعنى اللغوي لاسمه سبحانه (اللطيف) :
قال في تهذيب اللغة:" (اللطيف) : اسم من أسماء الله العظيم، ومعناه والله أعلم: الرفيق بعباده. وعن عمر عن أبيه أنه قال: اللطيف: الذي يوصل إليك أربك في رفق."
وعن ابن الإعرابي يقال: لطف فلان لفلان يلطُف: إذا رفق لطفًا. ويقال: لطف الله لك. أي: أوصل إليك ما تحب برفق.
قال:"ولَطُف الشيء يلطف: إذا صغر ... واللطيف من الكلام: ما غمض معناه وخفي" (1) .
ومن هذا التعريف يمكن القول بأن جذر (لطف) يدور حول معنين:
الأول: بفتح الطاء (لطَف) ومعناه: البر، والحفاوة، والإكرام، والترفق في تحقيق المراد، وهو هنا متعدي أي: لطف بغيره؛ كقوله تعالى: {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ} [الشورى:19] .
الثاني: بضم الطاء (لطُف) في نفسه، ومعناه: الغموض، والخفاء، وهو هنا غير متعدي. وهذا المعنى لا يضاف إلى الله تعالى إلا باعتبار متعلقه؛ فهو اللطيف الذي لطُف في علمه لشمول علمه للأشياء الدقيقة؛ كما قال سبحانه: {إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ} [لقمان:16] . وكذلك يقال في إيصال رحمته بالطرق الخفية.
المعنى في حق الله تعالى:
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:"واسمه اللطيف يتضمن: علمه بالأشياء الدقيقة، وإيصاله الرحمة بالطرق الخفية" (2) .
ويقول عن هذين المعنيين في نونيته:
وهو اللطيف بعبده ولعبده واللطف في أوصافه نوعان
إدراك أسرار الأمور بخبرة واللطف عند مواقع الإحسان
فيريك عزته ويبدي لطفه والعبد في الغفلات عن ذا الشان (3)
(1) تهذيب اللغة 13/ 347.
(2) شفاء العليل 1/ 147.
(3) الأبيات رقم 3286 - 3288.