وجاء بصيغة الفعل مرات؛ من ذلك قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (6) } [آل عمران: 6] ، وقوله تعالى: {وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3) } [التغابن: 3] .
المعنى اللغوي (للمصور) :
"الصَّوَر بالتحريك: الميل، ورجل أصور أي: مائل، وصرت إلى الشيء وأصرته إذا أملته إليك، وتصورت الشيء: توهمت صورته فتصور لي، والتصاوير: التماثيل، وصورة الأمر كذا وكذا: أي صنعته" (1) .
ويقول الزجاجي:"والمصور اسم الفاعل من صور يصور فهو المصور إذا فعل الصورة، والمصدر التصوير. والصورة شخص الشيء وهيئته من طول وعرض وكبر وصغر وما اتصل بذلك وتعلق به مما يكمله فيرى مصورًا. والله - عز وجل - مصدر الصورة وخالقها" (2) .
المعنى في حق الله تعالى:
قال الزجاج:"المصور هو مفعِّل من الصورة وهو تعالى مصور كل صورة لا على مثال احتذاه ولا رسم ارتسمه تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا" (3) .
وقال ابن كثير رحمه الله في معنى قوله تعالى:" {الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ} [الحشر: 24] أي: الذي إذا أراد شيئًا قال له كن فيكون على الصفة التي يريد والصورة التي يختار، كقوله تعالى: {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8) } [الانفطار: 8] ، ولهذا قال: (المصور) أي: الذي ينفذ ما يريد إيجاده على الصفة التي يريدها" (4) .
وقال الخطابي:" (المصور) هو الذي أنشأ خلقه على صور مختلفة ليتعارفوا بها فقال: {وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ} [غافر: 64] " (5) .
الفرق بين أسمائه سبحانه (الخالق والبارئ والمصور) ووجه اقتران هذه الأسماء:
(1) انظر: النهاية 3/ 58، واللسان 4/ 2523.
(2) اشتقاق أسماء الله الحسنى ص 424.
(3) تفسير الأسماء ص 37.
(4) تفسير ابن كثير 4/ 344.
(5) شأن الدعاء ص 51.