فهرس الكتاب
الصفحة 367 من 683

يقول صاحب أضواء البيان رحمه الله تعالى:"فـ (الخالق) هو المقدر قبل الإيجاد، و (البارئ) الموجد من العدم على مقتضى الخلق والتقدير، وليس كل من قدر شيئًا أوجده إلا الله (والمصور) المُشكِّل لكل موجود على الصورة التي أوجده عليها، ولم يفرد كل فرد من موجوداته على صورة تختص به إلا الله سبحانه وتعالى كما هو موجود في خلق الله للإنسان والحيوان والنبات، كل في صورة تخصه" (1) .

وهذه الفروق تعرف عند اجتماع هذه الأسماء، أما عند افتراقها فإن كل اسم من هذه الأسماء الحسنى يشمل معناه ومعاني الاسمين الآخرين والله أعلم.

ويتحدث الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى عن بعض الأسرار في اقتران هذه الأسماء الحسنى فيقول:"إن البارئ المصور تفصيل لمعنى اسم الخالق" (2) .

ويقول أيضًا:"وأما الخالق والمصور فإن استعملا مطلقين غير مقيدين لم يطلقا إلا على الرب سبحانه كقوله: {الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ} ، وإن استعملا مقيدين أطلقا على العبد كما يقال لمن قدر شيئًا في نفسه: إنه خلقه ... وبهذا الاعتبار صح إطلاق خالق على العبد في قوله تعالى: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) } [المؤمنين: 14] " (3) .

ويقول أيضًا:"إن اسمه (الخالق) يقتضي مخلوقًا و (البارئ) يقتضي مبروءًا و (المصور) يقتضي مصوَّرًا ولا بد" (4) .

من آثار الإيمان باسمه سبحانه (المصور) :

ما ذكر من الآثار في اسمه سبحانه (الخالق) يصلح أن يذكر هنا ويضاف إلى ذلك ما يلي:

"قد امتنَّ الله علينا بأنه صورنا فأحسن صورنا: {وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ} [غافر: 64] ، وقال: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3) } [التغابن: 3] ."

(1) أضواء البيان 8/ 124.

(2) شفاء العليل 1/ 366.

(3) شفاء العليل 1/ 393.

(4) مفتاح دار السعادة 2/ 261.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام