فهرس الكتاب
الصفحة 621 من 683

ويقول الشيخ السعدي - رحمه الله تعالى - عن اسمه سبحانه (الحيي) :"هذا مأخوذ من قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله حيي كريم يستحيي من عبده إذا مد يده إليه أن يردهما صفرًا) (1) . وهذا من رحمته وكرمه وكماله وحلمه أن العبد يجاهر بالمعاصي مع فقره الشديد إليه حتى أنه لا يمكنه أن يعصي إلا أن يتقوى عليها بنعم ربه، والرب مع كمال غناه عن الخلق كلهم من كرمه يستحيي من هتكه، وفضيحته، وإحلال العقوبة به، فيستره بما يقيض له من أسباب الستر، ويعفو عنه، ويغفر له، فهو يتحبب إلى عباده بالنعم وهم يتبغضون إليه بالمعاصي، خيره إليهم بعدد اللحظات، وشرهم إليه صاعد."

ولا يزال الملك الكريم يصعد إليه منهم بالمعاصي، وكل قبيح. ويستحيي تعالى ممن شاب في الإسلام أن يعذبه، وممن يمد يديه إليه أن يردهما صفرًا، ويدعو عباده إلى دعائه، ويعدهم بالإجابة" (1) ."

من آثار الإيمان باسمه سبحانه (الحيي) :

أولاً: محبة الله - عز وجل - وإجلاله وتعظيمه وحمده وشكره والثناء عليه وذلك بما يقتضيه هذا الاسم الكريم من الحلم والكرم والعفو والستر منه سبحانه على عباده، وحق لمن هذه صفاته أن يجرد له الحب كله والإخلاص والتعظيم، والحمد والثناء، واللهج بشكره والتقرب إليه بطاعته.

ثانيًا: الحياء منه سبحانه والانكسار بين يديه ومقت النفس، والاعتراف بتقصيرها، حيث ينعم سبحانه على عباده ويحلم عنهم ويسترهم وهم متمادون في معاصيه.

(1) الحق الواضح المبين ص 54، 55.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام