فهرس الكتاب
الصفحة 464 من 683

"وهو الغفور فلو أتى بقرابها من غير شرك بل من العصيان"

لأتاه بالغفران ملء قرابها سبحانه هو واسع الغفران" (1) "

وقال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى:"الغفور الذي لم يزل يغفر الذنوب ويتوب على كل من يتوب" (2) .

وقال أيضًا:" (العفو والغفور والغفار) : الذي لم يزل ولا يزال بالعفو معروفًا، وبالغفران والصفح عن عباده موصوفًا، كل أحد مضطر إلى عفوه ومغفرته، كما هو مضطر إلى رحمته وكرمه، وقد وعد بالمغفرة لمن أتى بأسبابها قال تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (82) } [طه: 82] " (3) .

من آثار الإيمان بأسمائه سبحانه (الغفور، الغفار، غافر الذنب) :

أولاً: محبة الله - عز وجل - وحمده وشكره على رحمته لعباده وغفرانه لذنوبهم، وهذا الأثر يثمر في قلب المؤمن توقي معاصي الله تعالى قدر الطاقة، وإذا زلت القدم ووقع المؤمن في الذنب فإنه يتذكر اسمه سبحانه الغفور والغفار فيسري الرجاء في قلبه ويقطع الطريق على اليأس من رحمة الله تعالى ويحسن الظن بربه الذي يغفر الذنوب جميعًا.

ثانيًا: فتح باب الرجاء والمغفرة للشاردين عن الله تعالى والمسرفين على أنفسهم بعظائم الذنوب كما قال تعالى: {* قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) } [الزمر: 53] .

(1) النونية 2/ 231 الأبيات (3304، 3305) .

(2) الحق الواضح المبين ص 73.

(3) تفسير السعدي 5/ 300.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام