فهرس الكتاب
الصفحة 463 من 683

وجاء مقترنًا باسمه سبحانه (الحليم) كما في قوله تعالى: {* إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (41) } [فاطر: 41] .

وأما اسمه سبحانه (الغفار) فقد ورد في القرآن الكريم في خمسة مواضع منها، قوله تعالى: {يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (5) } [الزمر: 5] .

وقوله - عز وجل: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (66) }

[ص: 66] .

وقوله عز وجل: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) } [نوح: 10] .

وجاء (الغافر) مضافًا مرة واحدة في القرآن وذلك في قوله تعالى: {غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ} .. الآية [غافر: 3] ، وبعض أهل العلم لم يدرج اسمه (الغافر) من أسمائه سبحانه، لأنه جاء مضافًا ولذلك لم أدرجه هنا.

المعنى اللغوي (للغفور) و (الغفار) :

"أصل الغفر التغطية والستر ... تقول العرب: اصبغ ثوبك بالسواد فهو أغفر لوسخه أي: أحمل له وأعطى له؛ وكذا غفر الشيب بالخضاب وأغفره أي: ستره؛ والمغفرة: التغطية، والمِغفر: هو حِلق يتقنع به المتسلح يقيه ويستره" (1) .

المعنى في حق الله عز وجل:

قال الخطابي:"فالغفار الستار لذنوب عباده والمسدل عليهم ثوب عطفه ورأفته ومعنى الستر في هذا: أنه لا يكشف أمر العبد لخلقه، ولا يهتك ستره بالعقوبة التي تشهره في عيونهم" (2) .

وقال الزجاج:"ومعنى الغفر في حق الله سبحانه هو الذي يستر ذنوب عباده ويغطيهم بستره" (3) .

وقال ابن القيم - رحمه الله تعالى - في نونيته:

(1) انظر لسان العرب 5/ 3273، 3274.

(2) تفسير الأسماء 38.

(3) شأن الدعاء ص 52.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام