ثالثًا: الإكثار من الأعمال الصالحة والحسنات لأنها من أسباب الحصول على مغفرة الله تعالى للسيئات السالفة؛ قال الله - عز وجل: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114) } [هود: 114] ، وقال سبحانه: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (82) } [طه: 82] .
وقوله صلى الله عليه وسلم: (واتبع السيئة الحسنة تمحها) (1) .
رابعًا: إن كونه سبحانه غفورًا وغفارًا للذنوب لا يعني أن يسرف المسلم في الخطايا والذنوب ويتجرأ على معصية الله تعالى بحجة أن الله غفور رحيم، لأن المغفرة لا تكون إلا بشروطها وانتفاء موانعها، قال سبحانه: {إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا (25) } [الإسراء: 25] ، وقال - عز وجل: {إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (11) } [النمل: 11] .
ويرد الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى - على المتجرئين على معاصي الله تعالى اعتمادًا على مغفرة الله ورحمته فيقول مفرقًا بين حسن الظن بالله تعالى والغرة به:"قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ} [البقرة: 218] ، فجعل هؤلاء أهل الرجاء لا الظالمين الفاسقين ... فالعالِم يضع الرجاء مواضعه، والجاهل المغتر يضعه في غير مواضعه" (2) .
(1) الترمذي في البر، وصححه الألباني في صحيح الترمذي رقم (1618) .
(2) الجواب الكافي ص 15 (باختصار) .