فهرس الكتاب
الصفحة 466 من 683

خامسًا: سؤال الله - عز وجل - بهذا الاسم الكريم مغفرة الذنوب ووقاية شرها، لأنه سبحانه وحده الذي يملك غفران الذنوب، ولا يملك ذلك أحد سواه، وما أكثر الأحاديث التي تحث على أفضلية الاستغفار وما أكثر الأدعية النبوية التي فيها الاستغفار، ومن أشهرها سيد الاستغفار المذكور والذي منه: ( ... وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت) (1) ، ولما سأل أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - الرسول صلى الله عليه وسلم دعاء يدعو به في صلاته قال: قل: (اللَّهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم) (2) .

سادسًا: مجاهدة النفس على التخلق بخلق الصفح عن الناس وستر أخطائهم وعوراتهم والاهتداء بهدي القرآن الكريم الذي يأمر بالعفو عن الناس ومقابلة السيئة بالحسنة.

قال سبحانه في وصف المتقين: {ttuu د u$ye ّ 9$# ur عَنِ النَّاسِ} [آل عمران: 134] ، وقال - عز وجل: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ} [المؤمنون: 96] ، وقال صلى الله عليه وسلم: (ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة) (3) ، وهذا لمن يستحق العفو والستر، أما المجاهر الذي استمرأ الظلم والتعالي على الناس فهذا حقه الانتصار منه ومنعه من الظلم.

يقول ابن القيم - رحمه الله تعالى - في سرده لبعض الحكم في تخلية العبد بينه وبين الذنب"الحادي عشر: أن يعامل عباده في إساءتهم إليه وزلاتهم معه بما يحب أن يعامله الله به" (4) .

اقتران اسميه سبحانه (الغفور) ، (الغفار) ببعض الأسماء الحسنى:

أولاً: اقتران اسمه سبحانه (الغفور) باسمه سبحانه (الرحيم) :

بلغ عدد الآيات التي اقترن فيها هذان الاسمان الكريمان اثنين وسبعين آية، وقد مر بنا وجه هذا الاقتران عند الكلام على اسميه سبحانه (الرحمن، الرحيم) فليرجع إليه.

(1) البخاري (5831) .

(2) البخاري (790) ، مسلم (6839) .

(3) البخاري (2442) .

(4) طريق الهجرتين ص 161"دار الحديث".

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام