فهرس الكتاب
الصفحة 467 من 683

وفي كل الآيات التي ورد فيها هذا الاقتران كان اسمه سبحانه (الغفور) مقدمًا فيها على اسمه (الرحيم) إلا في آية واحدة في سورة سبأ وهي قوله تعالى: {يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ (2) } [سبأ: 2] ، ويبين الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى - القول في تقديم اسمه سبحانه (الغفور) على اسمه سبحانه (الرحيم) فيقول:"ولما كان دفع الشر مقدمًا على جلب الخير قدم اسم (الغفور) على (الرحيم) حيث وقع" (1) ، أما عن تقديم (الرحيم) على (الغفور) في سورة سبأ فيبين ذلك بقوله:"وقدَّم (الرحيم) في هذا الموضع لتقدم صفة العلم فحسن ذكر (الرحيم) بعده ليقترن به فيطابق قوله: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7) } [غافر: 7] " (2) .

ثانيًا: اقتران اسميه سبحانه (الغفور، الغفار) باسمه سبحانه (العزيز) :

وقد ورد هذا الاقتران في القرآن خمس مرات من ذلك قوله سبحانه: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِن اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28) } [فاطر: 28] .

وقوله - عز وجل: {أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (5) } [الزمر: 5] .

(1) طريق الهجرتين ص 161 (دار الحديث) .

(2) بدائع الفوائد 1/ 74.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام